حساب أعــمار الأمم
إن عُمْرَ أمة الإسلام هو منذ بعثة محمد وإلى أن تقوم الساعة، أو بالتحديد إلى أن تأتي ريح ليِّنة من قِبَل اليمن فتَقبض نفس كلّ مؤمن ويكون ذلك بعد موت عيسى ابن مريم عليه السلام ثم لا يبقى على ظهر الأرض مؤمن فسينتهي هنا عمر أمة الإسلام ولا يبقى في الأرض إلا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة .
فعمر الأمة إذن – أيُُّّ أمَّة – يكون منذ بعثة نبيها إلى بعثة النبي الذي بعده فمن آمن بهذا النبي الآخر كان من أمته وأُوتي الأجر مرتين (من أمثال سلمان الفارسي وصهيب الرومي وعبد الله بن سلام والنجاشي رضي الله عنهم أجمعين) ، ومن كفر به عجز وانقطع وكان كمن كفر بالأنبياء جميعا .
Ø فعمر اليهود هو من بعثة موسى عليه السلام إلى بعثة عيسى عليه السلام .
Ø وعمر النصارى يمتد من بعثة عيسى عليه السلام إلى بعثة محمد صلى الله عليه وسلم .
وهنا يطرح سؤال نفسه : هل ورد لنا في الشرع الحنيف شيء في تحديد أعمار هذه الأمم ؟ . . والجواب : نعم .
وقبل أن نشرع في التفصيل ننبه إلى أمور :
الأول : أننا لا نستعجل – بكلامنا هذا – إيقاف عجلة الحياة الدنيا وخراب العالم .
كلا فإننا تعلمنا من ديننا أن نعمل لدنيانا كأننا نعيش أبدا ولا نتوقف حتى تتوقف عجلة الحياة الدنيا فقد قال صلى الله عليه وسلم : "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها" حديث صحيح .
ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا" . (لا أصل له مرفوعا وقد روي موقوفا على ابن عمر عند ابن قتيبة وابن المبارك بلفظ آخر . . . انظر سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني) .
فكلامنا إذن عن قرب النهاية لا يعني أبدا إلقاء اليد إلى العجز وترك العمل أو طلب العلم أو الدعوة إلى الله بل على العكس من ذلك يعني التزود والاستعداد لهذه الفتن والملاحم الأخيرة بالتزود بالعلم والعمل والتقوى .
ثانيا : ليس المقصود تخيف الناس ، بل تنبيه الغافلين وإيقاظ النائمين .
ثالثا : أننا لن نأتي بكلمة واحدة في هذا الكتاب فيها ظن أو رجم بالغيب . وإنما كلامنا مرجعه إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ثم أقوال العلماء الأئمة المستنبط منهما ، ثم بعد ذلك نستأنس بكلام أهل الكتاب الذين أُذِن لنا في الحديث عنهم .
رابعا : وهو هام ونؤكد عليه ، أننا لا نحدد ولا يملك أحد أن يحدد تاريخا بعينه أو سنة بذاتها لعمر أمة الإسلام ، ولكننا نقرر تقديرات إجمالية معتمدة على ما ورد في الآثار الصحيحة وما أثبته علماؤنا الأعلام من كلام وشروح لهذه الآثار .
ثم إننا أحيانا نذكر اليسير عن بداية الملاحم لا عن نهاية عمر الدنيا فإن هذا مما اختص الله تعالى نفسه بعلمه ، فلا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب .
أحاديث عمر الأمم والمعنى العام لها
أولاً : الأحاديث :
1- روى البخاري في صحيحه بسنده عن عبدالله بن عُمر أنه سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول : "إنما بقاؤُكم فيما سلف قبلكم من الأمم كما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس ، أوتى أهل التوراة التوراة فعملوا حتى إذا انتصف النهارُ عجزوا فأعُطوا قيراطاً قيراطا . ثم أوتى أهل الإنجيلِ الإنجيلَ فعملوا إلى صلاة العصر ثم عجزوا فأعُطوا قيراطاً قيراطا . ثم أوتينا القرآن فعملنا إلى غروب الشمس فأعطينا قيراطين قيراطين . فقال أهل الكتاب : أيْ ربنا أعطيت هؤلاءِ قيراطين قيراطين وأعطيتنا قيراطاً قيراطا ونحن كنا أكثر عملاً . قال : قال الله عَزَّ وجل : هل ظلمتكُم من أجرِكم من شيء ؟ قالوا : لا . قال : فهو فضلي أوتيه من أشاء" (رواه البخاري في عدة مواضع من صحيحه : في كتاب مواقيت الصلاة ، وكتاب الإجارة ، وكتاب أحاديث الأنبياء ، وكتاب فضائل القرآن ، وكتاب التوحيد بأسانيد مختلفة) .
2- روى البخاري أيضا في صحيحه عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي–صلى الله عليه وسلم- : "مثل المسلمين واليهود والنصارى كمثل رجل استأجر قوماً يعملون له عملاً إلى الليل فعملوا إلى نصف النهار ، فقالوا : لا حاجة لنا إلى أجرك ، فاستأجر آخرين فقال : أكملوا بقية يومكم ولكم الذي شرطت . فعملوا حتى إذا كان حين صلاة العصر قالوا : لك ما عملنا . فاستأجَر قوماً فعملوا بقية يومهم حتى غابت الشمس واستكملوا أجر الفريقين (رواه البخاري أيضا في عدة مواضع من صحيحه: في كتاب مواقيت الصلاة، وكتاب الإجارة).
ثانياً : المعنى العام والشرح الإجمالي :
- يخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- في هذين الحديثين –بطريقة ضرب الأمثال للتقريب والتبيين- عن مدة بقاء أمة الإسلام في هذه الحياة الدنيا بالنسبة للأمم قبلها من اليهود والنصارى، فمدة المسلمين الزمنية هي الفترة التي تمتد من صلاة العصر إلى غروب الشمس .
ومدة اليهود هي الفترة من الفجر إلى صلاة الظهر –نصف النهار- ومدة النصارى من صلاة الظهر إلى صلاة العصر. أي أن مدة اليهود نظير مدتي المسلمين والنصارى مجتمعين .
لأن اليهود عملوا نصف النهار والمسلمون والنصارى عملوا النصف الآخر للنهار. كما يخبرنا الحديث عن تفضيل الله سبحانه لهذه الأمة الأخيرة أمة النبي الخاتم محمد –صلى الله عليه وسلم- من غير أن يُنقِصَ الأمم السابقة من أجورهم شيئاً أو يظلمهم، لأنه سبحانه وتعالى منزهٌ عن الظلم والنقائص كلها. فقد أعطاهم أجرهم كاملاً غير منقوص .
والقيراط المذكور في الحديث هو النصيب والملك في الجنة، وإن أقل أهل الجنة منزلة وملكاً من يكون له مثل كل ما تمنى عشر مرات، فالقيراط إذن يعني أجراً عظيما موفى موفراً .
فغضب أهل الكتاب لا لأنهم قد غُمِصوا حقّهم وغُبِنوا في أجرهم ولكن حسداً من عند أنفسهم للأمة المُفضلة أمة الإسلام. فقالوا: يا ربنا، لم فضلت هؤلاء علينا بأن ضاعفت لهم الأجر وأجزلت لهم العطاء مع أننا كنا أكثر عملاً ؟!
وجملة (كنا أكثر عملاً) تحتمل معنيين :
الأول : كنا أطول زماناً وبقاءً في الحياة الدنيا وبالتالي أكثر عملاً .
الثاني : كنا أكثر أتباعاً مما يستلزم كثرة العمل .
وعلى هذا يكون القائل (كنا أكثر عملاً) على المعنى الأول هم اليهود خاصة ويؤيد ذلك أحد ألفاظ الحديث الذي رواه البخاري في كتاب التوحيد حيث جاء فيه :
(... فقال أهل التوراة ...) وذلك لأن اليهود بلا خلاف أطول زماناً من المسلمين فيصدق قولهم كنا أكثر عملاً . ويكون قول النصارى كنا أكثر عملاً على المعنى الثاني أي أكثر أتباعاً لأنهم آمنوا بموسى وعيسى جميعاً فيصدق قولهم كذلك (انظر فتح الباري جـ 4 كتاب الإجارة ص 446) .
فلما غضب أهل الكتاب وقالوا ما قالوا بين لهم الرب تبارك وتعالى أنه لم يظلمهم ، فأجرهم موفى موفر غير منقوص وغاية ما هنالك أنه سبحانه فضل أمة حبيبه محمد –صلى الله عليه وسلم- بمزيد عطاء ومِنّة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله لايُسأل عما يفعل وهم يُسألون .
يا للعجب !!!!
* هل يستوي الذين قالوا عن عجل بهيم (هذا إلهكم وإله موسى فنسى) مع الذين قالوا لا إله إلا الله .
* هل يستوي الذين قالوا (عزيرابن الله) والذين قالوا (المسيح ابن الله) مع الذين قالوا "قل هو الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن له كفواً أحد" .
* هل يستوي الذين قالوا(إن الله فقير ونحن أغنياء) والذين قالوا (هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء) مع الذين قالوا أنت الغني ونحن الفقراء إليك
* هل يستوي الذين قالوا (سمعنا وعصينا) مع الذين قالوا "سمعنا وأطعنا" .
* هل يستوي الذين قالوا : (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) مع الذين قالوا : اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون" . هل يستوون ؟ الحمد لله رب العالمين . . .
المبحث في حساب أعمار الأمم
هذا مبحث نفيس قد يخفى على كثير من الناس. ونحن لم نأت فيه بجديد إلا أننا استخرجنا كنزه من باطن أمهات الكتب فنفضنا عنه التراب وعرضناه في صورته الأصلية نقيا زاهرا لاخفاء فيه ولا غبار عليه. ورحم الله علماءنا الأعلام الذين تركوا لنا ميراثا هائلا من فقه سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد الذي ما ترك شيئا في الأرض ولا في السماء ولا طائر يطير بجناحيه إلا وأبان لنا منه علما.
ما نصه : ( واستُِدلّ به – أي الحديث المذكور – على أن بقاء هذه الأمة (أمة الإسلام) يزيد على الألف لأنه يقتضي أن مدة اليهود نظير مدتي النصارى والمسلمين، وقد اتفق أهل النقل على أن مدة اليهود إلى بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كانت أكثر من ألفي سنة، ومدة النصارى من ذلك ستمائة )
وقال أيضا : ( وتضمن الحديث الإشارة إلى قصر المدة التي بقيت من الدنيا ) .
ومن الإجمال إلى تفصيل أكثر لكلام ابن حجر السابق نقول : أن كلامه قد تضمن جملاً :
1- إن مدة عمر اليهود نظير(تساوي) مدتي عمر النصارى والمسلمين مجتمعة. أي أن مدة عمر اليهود = مدة عمر المسلمين + مدة عمرالنصارى.
2- إن مدة عمر النصارى هي ستمائة سنة وقد جاء بذلك أثر صحيح رواه البخاري في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال : ( فترة ما بين عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم ستمائة سنة ) . (صحيح البخاري كتاب مناقب الأنصار) .
ومما سبق يمكننا أن نقول إن :
مدة عمر المسلمين = مدة عمر اليهود مطروحا منها مدة عمر النصارى.
وحيث إن مدة عمر اليهود والنصارى تزيد على ألفي سنة ومدة عمر النصارى هي ستمائة سنة إذن بالطرح الجبري يكون:
عمر أمة اليهود = 2000 – 600 = 1400 سنة تزيد قليلا.
وذكر أهل النقل وكتب التاريخ العام أن هذه الزيادة تزيد عن المئة سنة قليلا.
إذاً : عمر أمة اليهود = 1500 سنة تزيد قليلا
وحيث إن عمر أمة الإسلام = عمر أمة اليهود – عمر أمة النصارى
إذاً : عمر أمة الإسلام = 1500 – 600 = 900 سنة تزيد قليلا + 500 سنة (جاء ذلك في حديث سعد بن أبي وقاص يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إني لأرجو أن لا تعجز أمتي عند ربها أن يؤخرهم نصف يوم : قيل لسعد : كم نصف يوم ؟ قال : خمسمائة سنة) . حديث صحيح رواه أحمد وأبو داود والحاكم وأبو نعيم في الحلية وصححه العلامة الألباني في "الصحيحة" برقم 1643 وفي صحيح الجامع في عدة مواضع) .
إذاً : عمر أمة الإسلام = 1400 سنة تزيد قليلا
كم تكون هذه الزيادة ؟
يقول الإمام السيوطي في رسالته المسماة : (الكشف) في بيان خروج المهدي يقول رحمه الله ما نصه : ( الذي دلت عليه الآثار أن مدة هذه الأمة تزيد على الألف ولاتبلغ الزيادة خمسمائة أصلا ) . (رسالة الكشف عن مجاوزة هذه الأمة الألف) ص 206.
مضى من هذا القليل ثلاثون عاما فنحن الآن في عام 1417 هـ (حيث كُتِب هذا البحث في العام 1417 هـ) نضيف إليها ثلاث عشرة سنة قبل بدء التقويم الهجري وهي ما بين بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى هجرته.
فنحن الآن في سنة 1425 من الهجرة ولكننا في سنة 1438 من البعثة.
فنحن إذا – بناء على ما قدمنا من حسابات مستندين إلى كلام أئمتنا الأعلام المعتمد على ما صح من الآثار – نعيش والعالم في حقبة ما قبل النهاية.
في مرحلة الاستعداد للفتن والملاحم الأخيرة التي تسبق ظهور العلامات الكبرى. وإتماما للفائدة نورد في الفصل القادم أقوال أهل الكتاب التي تتفق مع ما قدمنا وتؤكد أنا النهاية قريبة.
أقوال أهل الكتاب في قرب النهاية
قد يكون هذا الفصل من الكتاب حاديا لمعتدلي أهل الكتاب ومنصفيهم إلى الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وترك تكذيبه. فإنهم سيجدون توافقا عجيبا بين بعض نصوص كتبهم المقدسة وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم. بل إننا نطمع في إسلام كثير منهم حيث أخبرتنا الأحاديث النبوية أن كثيراً من الروم سيسلمون في آخر الزمان، بل إن فتح قسطنطينية سيكون على أيدي طائفة منهم حيث أخبر الحديث أنه يغزو القسطنطينية سبعون ألفا من بني إسحق ( الروم ) فيفتحونها بالتهليل والتكبير . . لاإله إلا الله . . والله أكبر. (انظر الفتن والملاحم للحافظ ابن كثير (باب ذكر الملحمة مع الروم – ص 51) .
وإليكم بعض أقوال أهل الكتاب في قرب النهاية :
1-جاء في (إنجيل متى) / 20/ 1- 16 ص 31 مانصه : (وهذا النص مشابه إلى حد كبير لحديث البخاري في عمر الأمم . . فليتنبه أهل الكتاب ولينظروا بعين الإنصاف إلى ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والذي يلزم الجميع الإيمان به)
( مثل العمال في الكَرْم)
( فإن ملكوت السموات يشبه بإنسان رب بيت خرج في الصباح الباكر ليستأجر عمالا لكرمه، واتفق مع العمال على أن يدفع لكل منهم دينارا في اليوم، وأرسلهم إلى كرمه. ثم خرج نحو الساعة التاسعة صباحاً، فلقي في ساحة العمل عمالا آخرين بلا عمل، فقال لهم : اذهبوا أنتم أيضا واعملوا في كرمي وأعطيكم ما يحق لكم، فذهبوا. ثم خرج نحوالساعة الثانية عشرة ظهرا. ثم نحو الثالثة بعد الظهر، أرسل مزيدا من العمال إلى كرمه. ونحو الساعة الخامسة بعد الظهر، خرج أيضا فلقي عمالا آخرين بلا عمل، فسألهم : لماذا تقفون هنا طول النهار بلا عمل؟ أجابوه لأنه لم يستأجرنا أحد. فقال اذهبوا أنتم أيضا إلى كرمي. وعندما حل المساء، قال رب الكرم لوكيله : ادع العمال وادفع الأجرة مبتدئا بالآخرين ومنتهيا إلى الأولين. فجاء الذين عملوا من الساعة الخامسة وأخذ كل منهم دينارا. فلما جاء الأولون، ظنوا أنهم سيأخذون أكثر. ولكن كل واحد منهم نال دينارا واحدا وفيما هم يقبضون الدينار، تذمروا على رب البيت، قائلين : هؤلاء الآخرون عملوا ساعة واحدة فقط، وأنت قد ساويتهم بنا نحن الذين عملنا طول النهار تحت حر الشمس ! فأجاب واحدا منهم : يا صاحبي، أنا ظلمتك ؟!، ألم تتفق معي على دينار؟ خذ ما هو لك وامض في سبيلك، فأنا أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك. أما يحق لي أن أتصرف بمالي كما أريد؟ أم أن عينك شريرة لأنني صالح ؟ فهكذا يصير الآخرون أولين والأولون آخرين ) . (مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) . رواه البخاري ومسلم ون حديث أبي هريرة وحذيفة.
2- جاء في الإنجيل – الرسالة الأولى إلى مؤمني تسالونيكي / 5 ما نصه :
( أما مسألة الأزمنة والأوقات المحددة فلستم في حاجة لأن يُكتب إليكم فيها. لأنكم تعلمون يقينا أن يوم الرب سيأتي كما يأتي اللص في الليل، فبينما الناس يقولون : حل السلام والأمن ينزل بهم الهلاك المفاجئ كالمخاض الذي يَدْهَمُ الحُبلى فلا يستطيعون أبدا أن يُفلتوا ) .
3- يقول نكسون الرئيس الأمريكي الأسبق لأميركا في كتاب بعنوان (1999 نصر بلا حرب ) :
( إن عام 1999 نكون قد حققنا السيادة الكاملة على العالم . . . وبعد ذلك يبقى ما بقي على المسيح ). (كتاب الوعد الحق والوعد المفترى) أي أنهم يحددون أنه لا يأتي عام 2000 إلا وقد هيأوا لعودة المسيح.
4- يقول ( بات روبرتسون ) زعيم الأصوليين الإنجيليين :
( إن إعادة مولد إسرائيل هي الإشارة الوحيدة إلى أن العد التنازلي لنهاية الكون قد بدأ، كما أنه مع مولد إسرائيل فإن بقية التنبؤات أخذت تتحقق بسرعة ) . (وقد أخبر ربنا جل وعلا في كتابه العزيز ان تجمع اليهود هو بداية هلاكهم فقال : )وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) (الاسراء:104)
5- يقول ( بيلي جراهام) الرئيس السابق للقساوسة الإنجيليين في عام 1970 محذراً من أن العالم يتحرك الآن بسرعة كبيرة نحو هرمجدون : ( إن الجيل الحالي من الشباب قد يكون آخر جيل في التاريخ ) . (النبوءة والسياسة) .
6- يقول ( هال لندس) في كتابه (آخر أعظم كرة أرضية ) : ( الجيل الذي ولد منذ عام 48 سوف يشهد العودة الثانية للمسيح ) . (النبوءة والسياسة) .
7- يقول (جيري فولويل) زعيم الأصوليين المسيحيين : ( إننا نعتقد أننا نعيش في الأيام الأخيرة التي تسبق مجيء الرب * . . . إنني لا أعتقد أن أطفالي سيعيشون حياتهم كاملة ) . (النبوءة والسياسة) .
8- يقول القمص ( مينا جرجس ) في كتابه ( علامات مجيء الرب ) * : ( إن العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل المقدس تبدوا واضحة بأكثر جلاء هذه الأيام وأصبحنا نعيشها كلها . . . كما أنه لا توجد علامة من تلك العلامات التي ذكرها الرب في الإنجيل إلا ونراها واضحة هذه الأيام . . . الأمر الذي يدعونا أن نكون في حالة استعداد قصوى لاستقبال الرب الآتي على سحب السماء ) .
9- قال الأنبا ( ديستورس ) الأسقف العام في كتابه ( نظرات في سفر دانيال ) أن : زمن ظهور المسيح الكذاب ( الدجال) أبريل 1998. وزمن المجيء الثاني للمسيح ( عيسى بن مريم ) هو خريف عام 2001 .
وذلك من حسابات أوردها في بحثه، ويقول ديستورس معلقا على تاريخ ظهور المسيح الدجال في ربيع 1998 : ( والشيء العجيب أن أعياد الأديان الثلاثة الخاصة بالذبح سوف تكون في النصف الأول من شهر أبريل. وفي هذا التوقيت سيقوم المسيح الدجال ويقدم مع رئيس الكهنة ذبيحة المحرقة التي يذبحونها عند الهيكل ظانين أن الله سيرسل عليها ناراً من السماء تحرقها فيكون علامة قبول ذلك منهم – ولكن الله لا يلتفت إلى هذا القربان فهي مرفوضة من قبل الله . . . )
ما قدمنا ليس إلا إشارة لأقوال أهل الكتاب وإلا فأقوالهم لا يأتي عليها حصر وكلها تفيد أنهم قد رسخ في اعتقادهم أن الدنيا تعيش في هذه الأيام حقبتها الأخيرة، وهذا مما تخبرهم به كتبهم المقدسة التي يدينون بها.
* يدعي النصارى أن المسيح ابن مريم هو الرب ، ويدعي بعضهم أنه ابن الله تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرا .