ebrehim Admin
عدد المساهمات : 397 تاريخ التسجيل : 13/07/2013
| موضوع: قصة أسيا امرأة فرعون الأحد أكتوبر 13, 2013 12:12 pm | |
|
[rtl]قصة أسيا امرأة فرعون[/rtl] [rtl] آسية امرأة فرعون من نساء أهل الجنة بل من أفضلهن كما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ] ." أنظر حديث -1135 في صحيح الجامع " وهذه النعمة التي من الله بها عليها لورعها وتقواها وخوفها الشديد من الله تعالي وإيمانها به وكفرها بفرعون علي الرغم أنها زوجته وهو الذي طغي وتكبر وأدعي الربوبية وهاب جبروته الناس إلا من رحم ربي .. كما قال تعالي :[/rtl] [rtl]{ فَحَشَرَ فَنَادَى (23) فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى (24) فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآَخِرَةِ وَالْأُولَى (25) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (26) }- النازعات ورغم أن امرأة فرعون لم تفصح عن أيمانها بالله تعالي خوفا من فرعون وبطشه فقد علمه من يعلم السر وأخفي كما كان لها من الفضل علي نبي الله موسي عليه السلام ما جعل النبي يذكرها من ضمن أفضل نساء أهل الجنة وهاهي قصتها من البداية.[/rtl] [rtl] خوف فرعون من اليهود:[/rtl] [rtl]خاف فرعون ان تتحقق نبوة إبراهيم الخليل –عليه السلام –بميلاد غلام من بني إسرائيل يكون علي يديه هلاك فرعون – والله أعلم – ومن ثم كان فرعون يستحي نسائهم ويذبح أبنائهم حتي لا يعيش هذا الغلام وتتحقق النبوة ولعل في هذه الآية الكريمة وتفسيرها مايبن لنا المقصود بوضوح . قال تعالي:" إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4))- القصص قال ابن كثير:[/rtl] [rtl]{ إن فرعون علا في الأرض } أي تكبر وتجبر وطغى { وجعل أهلها شيعا } أي أصنافا قد صرف كل صنف فيما يريد من أمور دولته. وقوله تعالى : { يستضعف طائفة منهم } يعني بني إسرائيل وكانوا في ذلك الوقت خيار أهل زمانهم هذا وقد سلط عليهم هذا الملك الجبار العتيد يستعملهم في أخس الأعمال ويكدهم ليلا ونهارا في أشغاله وأشغال رعيته ويقتل مع هذا أبناءهم ويستحيي نساءهم إهانة لهم واحتقارا وخوفا من أن يوجد منهم الغلام الذي كان قد تخوف هو وأهل مملكته منه أن يوجد منهم غلام يكون سبب هلاكه وذهاب دولته على يديه .[/rtl] [rtl]وكانت القبط قد تلقوا هذا من بني إسرائيل فيما كانوا يدرسونه من قول إبراهيم الخليل عليه السلام حين ورد الديار المصرية وجرى له مع جبارها ما جرى حين أخذ سارة ليتخذها جارية فصانها الله منه ومنعه منها بقدرته وسلطانه فبشر إبراهيم عليه السلام ولده أنه سيولد من صلبه وذريته من يكون هلاك ملك مصر على يديه. فكانت القبط تحدث بهذا عند فرعون فاحترز فرعون من ذلك وأمر بقتل ذكور بني إسرائيل ولن ينفع حذر من قدر لأن أجل الله إذا جاء لا يؤخر ولكل أجل كتاب ولهذا قال تعالى : { ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض[/rtl] [rtl]ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين * ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون } وقد فعل تعالى ذلك بهم كما قال تعالى : { وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون }- الأعراف 137 وقال تعالى : { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) - الشعراء} أراد فرعون بحوله وقوته أن ينجو من موسى فما نفعه ذلك مع قدرة الملك العظيم الذي لا يخالف أمره القدري ولا يغلب بل نفذ حكمه وجرى قلمه في القدم بأن يكون هلاك فرعون على يديه بل يكون هذا الغلام الذي احترزت من وجوده وقتلت بسببه ألوفا من الولدان إنما منشؤه ومرباه على فراشك وفي دارك وغذاؤه من طعامك وأنت تربيه وتدلله وتتفداه وحتفك وهلاكك وهلاك جنودك على يديه لتعلم أن رب السموات العلا هو القاهر الغالب العظيم القوي العزيز الشديد المحال الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن.اهـ أم موسي وخوفها علي موسي -عليهما السلام:[/rtl] [rtl]لما زاد طغيان فرعون وإسرافه في القتل خشيت أم نبي الله موسي -عليهما السلام عند ميلاده أن يقتله فرعون , وأوحي لله إليها أن تقذف به في اليم ولا تخاف فهو في رعايته وحمايته جل وعلا ولنتأمل هذه الآيات البينات .. قال الله تعالى : { وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (7) "- القصص قال ابن كثير في تفسيرها ما مختصره:[/rtl] [rtl]وقد ذكر غير واحد من المفسرين : أن القبط شكوا إلى فرعون قلة بني إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفاني الكبار مع قتل الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيل يعالجون فأمر فرعون بقتل الأبناء عاما وأن يتركوا عاما فذكروا أن هارون عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء وأن موسى عليه السلام ولد في عام قتلهم فضاقت أمه به ذرعا واحترزت من أول ما حبلت ولم يكن يظهر عليها مخايل الحبل فلما وضعت ألهمت أن اتخذت له تابوتا فربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها به. قال الله تعالى :[/rtl] [rtl] { وأوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين- القصص 7 قال ابن كثير: هذا الوحي وحي إلهام وإرشاد كما قال تعالى : { وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68)... الآية }- النحل وليس هو بوحى نبوة ..[/rtl] [rtl]ثم قال..قال السهيلي : واسم أم موسى " أيارخا " وقيل " أياذخت " المقصود أنها أرشدت إلى هذا الذي ذكرناه وألقى في خلدها وروعها ألا تخافي ولا تحزني فإنه إن ذهب فإن الله سيرده إليك وإن الله سيجعله نبيا مرسلا يعلى كلمته في الدنيا والآخرة فكانت تصنع ما أمرت به فأرسلته ذات يوم وذهلت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر على دار فرعون..اهـ وهكذا شاء الله تعالي أن تكون رعاية موسي وتربيته في بيت عدوه الذي يقتل أبناء بني إسرائيل خوفا من تحقق النبوة ولا يدري أن في بيته وتحت عينيه ما قدر الله أن يكون ولا راد لقضاء الله ووعده, وهنا يأتي الدور العظيم لامرأة فرعون فماذا فعلت ؟ آسية وحنانها علي نبي الله موسي عليه السلام: قال تعالي" فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ( وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9) "-القصص قال ابن كثير ما مختصره:[/rtl] [rtl]ذكر المفسرون : أن الجواري التقطنة من البحر في تابوت مغلق عليه فلم يتجاسرن على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون " آسية " بنت مزاحم .. ثم قال: فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب ورأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار النبوية والجلالة الموسوية فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حبا شديدا جدا فلما جاء فرعون قال : ما هذا ؟ وأمر بذبحه فاستوهبته منه ودفعت عنه وقالت :. { قرة عين لي ولك } فقال لها فرعون : أما لك فنعم وأما لي فلا أي لا حاجة لي به والبلاء موكل بالمنطق ![/rtl] [rtl]وقولها : { عسى أن ينفعنا } قد أنالها الله ما رجت من النفع أما في الدنيا فهداها الله به وأما في الآخرة فأسكنها جنته بسببه { أو نتخذه ولدا } وذلك أنهما تبنياه لأنه لم يكن يولد لهما ولد قال الله تعالى : { وهم لا يشعرون } أي لا يدرون ماذا يريد الله بهم أن قيضهم لالتقاطه من النقمة العظيمة لفرعون وجنوده ؟ أم موسي وخوفها علي أبنها –عليهما السلام: عودة إلي أم موسي- عليهما السلام-التي بلغ بها الحزن مبلغه للدرجة التي كانت سوف تفضح نفسها وتسأل عنه لولا أن الله تعالي ربط علي قلبها ووعدها ووعده حق برده[/rtl] [rtl]إليها وقد كان .. فكيف أعاده الله إليها؟! قال الله تعالى : وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَنْ رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (12) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (13) )- القصص قال ابن كثير ما مختصره: قال ابن عباس ومجاهد وعكرمة .. وغيرهم : { وأصبح فؤاد أم موسى فارغا } أي من كل شيء من أمور الدنيا إلا مكن موسى { وإن كادت لتبدي به } أي لتظهر أمره وتسأل عنه جهرة { لولا أن ربطنا على قلبها } أي صبرناها وثبتناها { لتكون من المؤمنين * وقالت لأخته } وهي ابنته الكبيرة : { قصيه } أي اتبعي أثره واطلبي لي خبره { فبصرت به عن جنب } قال مجاهد : عن بعد وقال قتادة :[/rtl] [rtl]جعلت تنظر إليه وكأنها لا تريده ولهذا قال : { وهم لا يشعرون } وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه برضاعة فلم يقبل ثديا ولا أخذ طعاما فحاروا في أمره واجتهدوا على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل كما قال تعالى : { وحرمنا عليه المراضع من قبل } فأرسلوه مع القوابل والنساء إلى السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته فبينما هم وقوف به والنساء إلى السوق عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت :[/rtl] [rtl]{ هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون } ؟ قال ابن عباس : لما قالت ذلك قالوا لها : ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه ؟ فقالت : رغبة في سرور الملك ورجاء منفعته فأطلقوها وذهبوا معها إلى منزلهم فأخذته أمه فلما أرضعته التقم ثديها وأخذ يمتصه ويرتضعه ففرحوا بذلك فرحا شديدا وذهب البشير إلى " آسية " يعلمها بذلك فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون عندها وأن تحسن إليها فأبت عليها وقالت إن لي بعلا وأولادا ولست أقدر على هذا إلا أن ترسليه معي فأرسلته معها ورتبت لها رواتب وأجرت عليها النفقات والكساوى والهبات فرجعت به تحوزه إلى رحلها وقد جمع الله شمله بشملها. قال الله تعالى : { فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق } أي كما وعدها برده ورسالته فهذا رده وهو دليل على صدق البشارة برسالته { ولكن أكثرهم لا يعلمون } وقد امتن على موسى بهذا ليلة كلمه فقال له فيما قال : { ولقد مننا عليك مرة أخرى * إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى * أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم فليلقه اليم بالساحل يأخذه عدو لي وعدو له وألقيت عليك محبة مني }-طه 37-38[/rtl] [rtl]وذلك أنه كان يراه أحد إلا أحبه { ولتصنع على عيني } قال قتادة وغير واحد من السلف : أي تطعم وترفه وتعذي بأطيب المآكل وتلبس أحسن الملابس بمرأى مني وذلك كله بحفظي وكلاءتي لك فيما صنعت بك ولك وقدرته من الأمور التي لا يقدر عليها غيري { إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا ).اهـ وهكذا نجد في قصة "أمن موسي وآسية امرأة فرعون " المعني السامي للصبر والمحبة فضلاً عن إيمانهما بالله تعالي وفي هذا مايكفي ويشفي ولله الحمد والمنة.
[/rtl]
| |
|