قصة أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله تعالي عنها
هي زينب بنت جحش بن ريابأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . تزوجت قبله - صلى الله عليه وسلم- مولاه زيد بن حارثة رضي الله تعالي عنه وكان قد تبناه النبي في الجاهلية –أنظر صفة الصفوة
*زواج لم يكتب له الدوام
أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - من مولاه زيد أن يتزوج من زينب بنت جحش , ولكن زينب ما كانت تستطيع أن تتزوج وهي ماعليه من حسب ونسب من مولي من الموالي وقالت يومئذ لا أتزوجه أبدا , ولكنها ماكانت لتعصي أوامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتزوجته .
ولكن العشرة لم تدم فمكثت عنده قريباً من سنة أو فوقها كما ذكر في البداية والنهاية , ثم وقع بينهما فجاء زوجها يشكو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يقول له : ( اتق الله وأمسك عليك زوجك)
*وعن أنس قال( جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتق الله وأمسك عليك زوجك قال أنس لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا لكتم هذه قال فكانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات وعن ثابت وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس نزلت في شأن زينب وزيد بن حارثة)-أخرجه البخاري
*زوجة بأمر من السماء
عندما تمت الحكمة الربانية بزواج زيد من زينب رضي الله عنهما , ولم تدوم العشرة وطلقها زيداً , وانقضت عدتها بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبها إلى نفسها فقالت :
ما كنت لأحدث شيئاً حتى أوامر ربي عز وجل .
فقامت إلى مسجد لها فأنزل الله عز وجل هذه الآية : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي زْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا{37}( الأحزاب 37 ) .
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بغير إذن وهذه هي الحكمة الإلهية من هذا الزواج.. القضاء على عادة جاهلية وهي تحريم زواج الرجل من زوجة ابنه بالتبني , وقد أباح الله ذلك , وهذا ما خشاه النبي صلى الله عليه وسلم , وليس ما يقال بأنه كان يخفي عشقه وحبه لزينب رضي الله عنها , فهذا ما لم يقل به أحد من العلماء الراسخون , وإن وجدت في بعض الكتب فهي باطلة .
*نزول آية الحجاب صبيحة عرسها
* عن أنس رضي الله تعالي عنه قال( لما انقضت عدة زينب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد اذهب فاذكرها علي قال فانطلق حتى أتاها قال وهي تخمر عجينها فلما رأيتها عظمت في صدري حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرها فوليتها ظهري وركضت على عقبي فقلت يا زينب أبشري أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك قالت ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل فقامت إلى مسجدها ونزل يعني القرآن وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن قال ولقد رأيتنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم قال هاشم حين عرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبها قال هاشم في حديثه لقد رأيتنا حين أدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه فجعل يسلم عليهن ويقلن يا رسول الله كيف وجدت أهلك قال فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبر قال فانطلق حتى دخل البيت فذهبت أدخل معه فألقى الستر بيني وبينه ونزل الحجاب..)- أخرجه مسلم
*ورعها وتقواها- رضي الله عنها
هاهي أم المومنين عائشة تشهد لها بما كانت عليه من ورع وتقوي وتثني علي موقفها من حادثة الإفك ..
- قالت عائشة (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن أمري ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله أحمي سمعي وبصري والله ما علمت إلا خيرا قالت عائشة وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك)-أخرجه مسلم
وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أزواجه بفضلها وورعها ..
* و عن عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت فكانت أطولنا يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق)-أخرجه مسلم
*قال النووي في شرح الحديث – رحمه الله :
قولها : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا قالت : فكانت أطولنا يدا زينب ; لأنها كانت تعمل بيدها وتصدق ) معنى الحديث أنهن ظنن أن المراد بطول اليد طول اليد الحقيقية , وهي الجارحة , فكن يذرعن أيديهن بقصبة , فكانت سودة أطولهن جارحة , وكانت زينب أطولهن يدا في الصدقة وفعل الخير , فماتت زينب أولهن , فعلموا أن المراد طول اليد في الصدقة والجود .انتهي
*وتوفيت زينب بنت جحش في سنة عشرين وهي بنت ثلاث وخمسين سنة –أنظر صفة الصفوة