قصة أم سليم رضي الله تعالي عنها
هي سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام , واشتهرت بكنيتها أما اسمها فقد اختلف فيه فقيل الغمصياء وقيل الرمضياء وقيل غير ذلك وكانت قبل اسلامها تحت مالك بن النضر ومات كافراوولدت له أنس خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ,وتزوجت بعد ذلك أبو طلحة.
*إن تسلم فذلك مهري
الله أكبر ..امرأة تقبل أن يكون مهرها شهادة التوحيد لهي امرأة يندر أن يجود الزمان بمثلها ..جعلت الله تعالي واه عنها غايتها وسعادتها أما المال فظل زائل ..هنيئا لأم سليم علي حسن أختيارها ..هنيئا لها ما وعدها الله ورسوله..أي مهر لامرأة أعظم من هذا ..
*وعن أنس قال( خطب أبو طلحة أم سليم فقالت والله ما مثلك يا أبا طلحة يرد ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة ولا يحل لي أن أتزوجك فإن تسلم فذاك مهري وما أسألك غيره فأسلم فكان ذلك مهرها قال ثابت فما سمعت بامرأة قط كانت أكرم مهرا من أم سليم الإسلام فدخل بها فولدت له)-أخرجه النسائي وهو صحيح
*جهادها في سبيل الله تعالي
عندما يفاتل الرجل ببسالة بسيفة ليقتل أعداء الله تعالي ويدافع عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ليس في ذلك مايثير العجب , ولكن مايثير العجب والدهشة معاً أن تقاتل امرأة !!
* وعن أنس( أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا فكان معها فرآها أبو طلحة فقال يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا الخنجر قالت اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك قالت يا رسول الله اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم إن الله قد كفى وأحسن)-أخرجه مسلم
*أم سليم في الجنة
نعم لقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه راّها في الجنة ..وهل هناك منقبة أعظم من هذا
* و عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا قالوا هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك)-أخرجه مسلم
*ثواب الصبر علي البلية
لأم سليم موقف عظيم إن دل علي شي فهو يدل علي مدي صبرها , وقوة إيمانها بالله والرضا بقضائه وحكمته..وهي قدوة لكل امرأة تصيبها بلية في النفس في أحب مخلوق إلي قلبها أبنها وفلذة كبدها وهاهو أنس يروي لنا هذا الموقف الذي لايقل روعة وعظمة عن شخصيتها رضي الله تعالي عنها .
-وعن أنس قال( مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه قال فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب فقال ثم تصنعت له أحسن ما كان تصنع قبل ذلك فوقع بها فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوما أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم قال لا قالت فاحتسب ابنك قال فغضب وقال تركتني حتى تلطخت ثم أخبرتني بابني فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما قال فحملت قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهي معه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى المدينة من سفر لا يطرقها طروقا فدنوا من المدينة فضربها المخاض فاحتبس عليها أبو طلحة وانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول أبو طلحة إنك لتعلم يا رب إنه يعجبني أن أخرج مع رسولك إذا خرج وأدخل معه إذا دخل وقد احتبست بما ترى قال تقول أم سليم يا أبا طلحة ما أجد الذي كنت أجد انطلق فانطلقنا قال وضربها المخاض حين قدما فولدت غلاما فقالت لي أمي يا أنس لا يرضعه أحد حتى تغدو به على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح احتملته فانطلقت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فصادفته ومعه ميسم فلما رآني قال لعل أم سليم ولدت قلت نعم فوضع الميسم قال وجئت به فوضعته في حجره ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعجوة من عجوة المدينة فلاكها في فيه حتى ذابت ثم قذفها في في الصبي فجعل الصبي يتلمظها قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى حب الأنصار التمر قال فمسح وجهه وسماه عبد الله)-أخرجه مسلم